كم أصبحت Alexa ذكية بعد «زرع دماغ»؟
Tuesday, 12-Aug-2025 08:05

كشفت «أمازون» عن نسخة مُطوَّرة من مساعدها الصوتي تحمل اسم Alexa+، بعد عملية تطوير استغرقت سنوات لتزويد الجهاز بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي القائمة على نماذج اللغة الكبيرة (L.L.Ms)، بهدف منافسة الأنظمة الحديثة مثل ChatGPT. الإصدار الجديد يجمع بين قدرات المحادثة الطبيعية للذكاء الاصطناعي التوليدي ومهام «أليكسا» التقليدية، مثل تشغيل الموسيقى وضبط الموقتات وتقديم توقعات الطقس.

الإصدار متاح الآن بشكل أوسع بعد فترة اختبار، إذ يحصل مشتركو Prime عليه مجاناً، بينما يدفع غيرهم 19,99 دولاراً شهرياً. من بين الميزات الجديدة، إمكانية إجراء محادثة من دون الحاجة إلى تكرار كلمة التنبيه، تنفيذ طلبات متعدّدة الخطوات، وحجز المطاعم أو ابتكار قصص للأطفال. كما تُقدِّم Alexa+ أصواتاً اصطناعية أكثر واقعية وتفاعلاً أكثر سلاسة.

 

مع ذلك، كشفت التجربة العملية عن مشكلات ملحوظة. فالإصدار الجديد أبطأ وأقل مَوثوقية في بعض المهام الأساسية مقارنةً بالإصدار القديم. على سبيل المثال، فشل في إلغاء منبّه أو تلخيص مستندات مرسلة عبر البريد، كما قدّم معلومات خاطئة - مثل اختيار منتج مختلف عمّا يوصي به موقع Wirecutter - وواجه أعطالاً في بعض الأوامر التقنية. بالإضافة إلى ذلك، بعض الميزات المعلنة، مثل ميزة «الروتين» القائمة على استشعار التواجد، لم تُفعّل بعد.

 

بحسب دانيال راوش، نائب رئيس «أمازون» المشرف على «أليكسا»، فإنّ دمج نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي كان تحدّياً كبيراً، نظراً لاختلافها الجوهري عن الأنظمة السابقة المبنية على خوارزميات حتمية.

 

تعمل النماذج الجديدة بالاحتمالات، ما يمنحها مرونة وإبداعاً أكبر، لكنّه يجعلها أقل استقراراً وأحياناً أبطأ في التنفيذ. كما واجه المطوّرون مشكلة ميل النماذج إلى الإطالة غير الضرورية، الأمر الذي استلزم بناء نظام تنسيق يدمج أكثر من 70 نموذجاً مختلفاً لتحديد الأنسب لكل طلب.

 

ويتمثل أحد التحدّيات الإضافية في أنّ المستخدمين اعتادوا على «لغة أوامر» خاصة بـ«أليكسا» القديمة، بينما الإصدار الجديد يسمح بالتفاعل بأسلوب أكثر طبيعية، ما يتطلّب اعتياداً جديداً من المستخدمين.

 

خَلُصَت المراجعة إلى أنّ Alexa+ خطوة طموحة نحو مستقبل المساعدات الصوتية، لكنّها ما زالت في مرحلة غير مكتملة، مع أعطال ومحدودية في بعض الميزات.

 

وتؤكّد «أمازون»، أنّ التحسينات مستمرة، لكن حتى ذلك الحين قد يُفضّل بعض المستخدمين البقاء على النسخة القديمة الأكثر استقراراً. وتعكس التجربة الصعوبة التقنية في دمج الذكاء الاصطناعي التوليدي مع أنظمة قائمة، وهي معركة لا تزال كبرى شركات التكنولوجيا، مثل «آبل» مع Siri، تحاول الفوز بها.

الأكثر قراءة